secteur educ Msila مدير عام
عدد المساهمات : 376 نقاط : 1803
| موضوع: الشروق: أطفال أبرياء لجأوا إلى الأعمال الشاقة لتوفير مصاريف الدخول المدرسي الأحد سبتمبر 04, 2016 12:40 am | |
| يسجّل التلاميذ في الجزائر عودتهم إلى أجواء الدراسة في أجواء متباينة، تفرضها الظروف المادية والاجتماعية للعائلات الجزائرية، مثلما تعكس رؤية التلاميذ للدراسة، بين راغب في تعبيد مسيرة التحصيل العلمي والتربوي، وبين من يواجه عراقيل خارجية أو ذاتية تفرض مزيدا من المتابعة والتحفيز ومد يد العون. وإذا كان الأولياء قد عملوا ما بوسعهم ليوفروا متطلبات أبنائهم، من ناحية الملبس والأدوات المدرسية ومصاريف النقل وغير ذلك من المستلزمات، إلا أن الكثير من التلاميذ أجبرتهم الظروف الاجتماعية الصعبة على استغلال العطلة الصيفية لممارسة الأعمال الشاقة لضمان مصاريف الدخول المدرسي، بسبب اليتم أو الفقر أو البطالة التي تلاحق أولياءهم، وعمدوا إلى ذلك حتى يكونوا في مظهر شبيه ببقية زملائهم الذين تتمتع عائلاتهم بوضع مادي مريح، وبالمرة التخفيف من متاعب أوليائهم الذين كانوا أمام تحديات مختلفة منذ حلول الصيف، والبداية كانت بمصاريف شهر رمضان الكريم، مرورا بمواسم الأفراح التي تثقل كاهل العائلات الجزائرية وصولا إلى اقتناء أضحية العيد والتحضير للموسم الاجتماعي الجديد.
وإذا كان العديد من أطفال القرى والأرياف قد لجأوا إلى رعي الغنم مع أوليائهم الذين يمارسون هذه الحرفة على مر السنين، حيث توجت جهودهم بالحصول على أموال تصب في خانة تسوية متطلبات الدخول المدرسي، فإن أطفال آخرين في عمر الزهور لجأوا إلى الأعمال الشاقة تحت أشعة الشمس الحارقة، من ذلك جني المحاصيل الزراعية ومواكبة مختلف الأنشطة الفلاحية مقابل دنانير تخبأ لليوم الموعد، فيما لجأ آخرون إلى ورشات البناء وأشغال المقاولات، لمساعد البنائين أو بيع الوجبات الباردة، أو بيع التين والهندي والذرة والشواء في الأحياء والطرق الرئيسية، في الوقت الذي يتوجه عدد كبير من أطفال المدن يوميا نحو أماكن رمي الفضلات بحثا عن الخبز اليابس أو أملا في العثور على أشياء مهمة يمكن بيعها، أما بعض الأطفال فقد استغلوا الأسواق الكبرى عبر مختلف الأحياء والمدن لبيع الأكياس التي تلقى إقبالا لدى المشترين.
وبعيدا عن الأعمال الشاقة التي لاحقت أطفال في مقتبل العمر طيلة العطلة الصيفية، إلا أن البعض منهم كان لهم الحظ في العمل داخل أفضية مغلقة، مثل محلات المواد الغذائية والخضر والفواكه وغيرها من المراكز التجارية، وهو الأمر الذي سمح لهم بكسب الخبرة في هذا الجانب موازاة مع كسب مصروف يعينهم على تسوية العديد من المتطلبات المدرسية واليومية.
وإذا كانت الجهات الرسمية القانونية تمنع ما يصطلح عليه ب"عمالة الأطفال"، إلا أن هذا النشاط فرض نفسه في القرى والمدن الجزائرية، بدليل المظاهر التي وقفت عليها "الشروق" في الأحياء الشعبية على الخصوص، وفي الوقت الذي يرى البعض أن الأنشطة المؤقتة التي يمارسها الأطفال لها ما يبررها بغية توفير مصروف مادي لتسهيل مهمة أوليائهم، إلا أن الإشكال يكمن في دخول الأطفال معترك الأعمال الشاقة من الباب الواسع موازاة مع تطليقهم للدراسة بالثلاث. | |
|